القائمة الرئيسية

الصفحات

تعرف على اسطورة الحوض المرصود "ينبوع العشاق عند الفرنسين".و علاقته بالجن و بيوت الدعارة

 

مئات المرضى يتوافدون في الصباح الباكر، يتراصون أمام مستشفى الحوض المرصود بحى السيدة زينب يأتون من شتى الأماكن والمحافظات، فهي مشهورة منذ قدم الزمان بأنها أفضل المستشفيات للاستشفاء، ولكن ربما لا يعلمون ما قصة ذلك "الحوض"، وسره في الاستشفاء وتلك الأسطورة التي توارثتها الأجيال وأثبتها علماء الآثار الاجانب

و قد كان موقع المستشفى الحالي قصرًا للملك الناصر محمد بن قلاوون وكان يحمل اسم قصر “بقتمر الساقي”، والذي وصفه شيخ المؤرخين العرب المقريزي بأنه أعظم مساكن مصر، وأحسنها بنيانا، ثم تحول المبنى إلى مصنع للنسيج ثم إلى سجن ثم إلى تكية ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض السرية عام 1923, وكان يشتهر بالكشف على البغايا دوريا واستخراج رخصه ممارسة الدعارة ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض الجلدية والتناسلية عام 1943 إلى أن أصبح اسم المستشفى “القاهرة للأمراض الجلدية والتناسلية عام 1979”, و يحتوي المستشفى الان على مبنى يزيد عمره عن 100 عام وهو المبنى الوحيد الذي نجا من زلزال عام 1992، والذي أعيد بعده بناء المستشفى من جديد.

كما لقب الفرنسيون الحوض المرصود بـ"ينبوع العشاق"، وسماه المصريون "الحوض المسحور"، قالوا عنه إنه يخلص العشاق من آلام الحب والفراق، تلك الأسطورة التي رددها المصريون من قديم الزمان، وجاء المستشرقون وعلماء الآثار ليأكدوا أنها لم تكن أوهام أو من وحي الخيال، ولكن حقيقة وذو قيمة تاريخية، إلا أنه نُقل إلى لندن وظل اسمه محفوظا في ذاك المشفى.

 تحكي الأسطورة إنه كان هناك حوض من الجرانيت، استخدمه المصريون في ري عطش المارة، وكان يقع في قلب مدينة القاهرة، ومن ارتوى به وقد أصابه لوعة العشق وآلامه لاحظ زوال الآلام، حتى ذاع صيت الحوض على إنه يشفي من آلام الحب.

ونسجت الكثير من الأساطير حول التابوت، وقيل إنه كان يحوي مومياء لأحد كهنة العصور الفرعونية، وتردد إنه كان تابوتا ضخما يستحيل تحريكه ويخبيء تحته كنوزا كثيرة يحرسها الجن , وقد أشار المؤرخ المملوكي "بن إياس" إلى أن هذا التابوت استخدمه المصريون في أحد مساجد مدينة القاهرة كحوض أو مسقى للمياه.

و جاء في كتاب وصف مصر الذي قام بتأليفه مجموعة من علماء الحملة الفرنسية التي جاءت إلى مصر عام 1798 أن العثمانيون عثروا على حوض أو تابوت ضخم في هذه المنطقة القديمة والتي تعرف ببركة الفيل، وهو حوض من الحجر الصوان الأسود بطول 2.7 متر وعرض 1.38 متر وارتفاع 1.92 متر، وعلى جميع أسطحه الداخلية والخارجية كتابات جنائزية، ووضعه أحد بكوات المماليك أمام جامع الجاوبلي بحي السيدة زينب بالقاهرة، واستخدمه الأهالي بعد ذلك في استسقاء الماء.

عرض الصورة على التطبيق يوفر إلى 80% من استخدام الإنترنت

كما قالت الباحثة الأثرية رضوى زكي إن لوحات المستشرق الإيطالي لويجي ماير، كانت ترصد أسطورة تسمى "الحوض المرصود" وأكدت أن الاسطورة تقول ان هذا الحوض كان تابوتا للمياه يشفي من آلام الحب , و ذكرت ان مياه الحوض سحرية بالفعل"، فقد أكدت كافة الروايات التي ذكرها المستشرقون أن من يشرب منه يُشفى من لوعة الفراق ويتخلص من آلام الحب.

ولما زار الرحالة الترك "أوليا جلبي" مصر في القرن السابع عشر الميلادي، روى تفاصيل عن تلك الأسطورة، وقال إن هذا التابوت مملوء بماء زلال براق، يستسقي منه الرائح والغادي ليل نهار، من الإنسان والحيوان، دون أن ينقص من مائه شيء ولا يُفهم من أين يأتي إليها الماء، ومنذ ذلك الحين، وقد عرف أن ماء هذا التابوت لها قدرات سحرية.

و لقد تم نقل التابوت إلى المتحف البريطانى ليستقر هناك كتابوت مصري فرعوني ضمن مجموعة الآثار المصرية والفرعونية الأخرى كحجر رشيد، وقد كان مقدرا لهذا التابوت أن ينتقل إلى فرنسا ولكن انتقل بموجب اتفاقية الإسكندرية عام 1802 إلى بريطانيا، فيما بقي اسم الحوض المرصود يُطلق على اسم أحد شوارع حى السيدة زينب، وأُقيمت فيه مستشفى للأمراض الجلدية والتناسيلة.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات